كلمات العذراء مريم عن سرّ الإفخارستيا

إرشادات العذراء مريم حول (((سرّ الإفخارستيا)))
للمكرّمة ماريا دي غريدا ؛ بعد أن كشفت لها أسرارًا تتعلّق بحياتها البطوليّة على الأرض، وبحياة ابنها الإلهي المتحدّتين :


(كتاب مدينة الله السريّة: الحياة الإلهيّة للعذراء مريم الفائقة القداسة، للمكرّمة ماريا دي غريدا الإسبانيّة، ص 273-274)

 

آه يا ابنتي ! كم سيكون المسيحيون سُعداء إذا ما تحرّروا من العواطف البشريّة ومن جَور (كثرة) الأهواء، وكم سَيستفيدون مِن خيرات الإفخارستيا الكليّة القداسة التي لا تُقدّر! فبواسطتها، يستطيعون أن يحتفظوا بِمخلّصهم الإلهي بينهم، ويستطيعون أن يزوروه ويتقبّلوه في قلوبهم. ومعه لن يعودوا يبتغون شيئًا أو يخافون وهم في مَنفاهم، لأنّه رسَمَ هذا السرّ الفائق الوصف حتّى يكون الدّواء لعَجزهم والسَّنَد لِضُعفِهم والكنزَ لِفَقرهم والتعزية لأحزانِهم، والظَّفر (الإنتصار) في شدائدهم، إنّه حياتهم وفَرحهم وخلاصهم !

وخطيئة المؤمنين الكبرى هي إذًا عدم اللّجوء إليه في حاجاتهم لأنّه هو ملجأهم الوحيد. ولهذا فإنّ عدوّ الخير يَجتهدُ في تَضْليلِهم. وعلى الرُّغم مِن العذابات التي يُعانيها، فإنّه يجرؤ على دخول الكنائس لِكَي يُثير الحَركات المُثيرة والأعمال الشَّائنة مِن الإهَانَة للعزّة الإلهيّة.
ولَكِن كَم تَستطيع ضدّ إبليس قوّة الّذين يتغَذوّن مِن هذا الخبز السَّماوي بِمقدارٍ كبيرٍ مِن الحَرارة والنَّقاوة ويُحافِظون على حالتِهم هذه مِن مُناولة الى أخرى !! وفَضلًا عَن ذلك سَيَلمعون كالشّمس في السَّماء لأنّ مَجد إنسانيّة ابني الإلهي تَفيضُ علَيهم بطريقةٍ خاصّة يُحرمُ مِنها الّذين لَم يتقدّموا بِتواترٍ لتناول سرّ الإفخارستيا الكليّ القَداسة بهذا الوَرع (التقوى) !

وفضلًا عَن ذلك ستحملُ أجسامهم المُمجّدة على صدورها مِثْلَ شِعارات بَرَّاقة تقول بأنّ قلوبهم كانت باستحقاقِ بيوتِ قُربان لِسرّ الإفخارستيا الكليّ القداسة ! وسَيكون هناك موضوع فرحٍ طارئٍ لهم وتمجيد إلهيّ للملائكة وإعجاب كبير لجميع الطوباوييّن. سيتمتّعون أيضًا بمكافأة طارئة أخرى تقومُ على معرفة أعمق للشّكل الذي يوجد فيه يسوع المسيح في سرّ الإفخارستيا والمُعجزات الّتي يصنعها للبقاء فيه. والعجب بهذه المعرفة سيكون كبيرًا بمقدار أنّه سيصبح كافيًا لسعادتهم الأبديّة. بينما سيُعادل مجدهم الحقيقيّ وغالبًا سيفوق مجدَ كثيرٍ من الشهداء الذين لم يحظوا بالمناولة !

ولكن كم هو مُهمّ الإستعداد الواجب لهذا الإتّحاد السريّ ! بالرّغم مِن أنّي كنتُ مغمورةً بالنِّعم والإمتيازات وأعملُ دومًا وأتألّم من أجل خدمة الله، شعرتُ بأني قد نِلتُ مكافأةً عظيمةً بِتقبُّلي مرّةً واحدة جسدَ ابني في سرّ الإفخارستيا.
فانظري إذًا أنّ أعمالكِ غير كافية واستحقاقاتكِ حقيرةً وأتعابكِ خفيفةً جدًا وعرفانكِ للجميل هو غير كافٍ تجاه عملٍ خيّرٍ كهذا. وإن كان من غير المُمكِن أن تردّي لابني الإلهي جميلًا مُعادلًا من أجلِ هذه الموهبة الفائقة الثمن، استعدّي أقلّه لتقبّلها بدون انقطاع، وكوني مستعدّة لتحمّل الإستشهاد مرّاتٍ عديدةٍ للحصول على هذا الخير الأعظم، وذلك بتلاشيكِ في حقارتكِ !

تابعونا على الفيسبوك:

قلب مريم المتألم الطاهر

final

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *