لم يُعطَ الجميع معرفة هذه الأمور
أيّها الأحباء، فقد ابتدأتُ أهيئكم منذ زمن بعيد، فسرتُ معكم وأرشدتكم إلى الطريق التي تساعدكم على تلبية دعوتي، لقد احتضنتكم وأنتم بعد أجنّة في أحشاء أمّهاتكم، وهيّأتُ لكم كلّ شيء.
فكانت حياتكم بكاملها تشدّني إليكم بأواصر المحبّة.
إنّهم قلّة أولئك الذي يُدعَون، لكن أمّكم تهب للجميع بواسطتكم مجال الخلاص.
أنظروا إليهم: إنّ عددًا كبيرًا منهم يُسرِع نحو الهلاك، وليس من يساعدهم أو يمنعهم عن ذلك.
إنّهم عديدون أيضًا الشبّان الذي يجنون أعمالاً شريرة قبل أن يتسنّى لهم الوقت للزرع، لأنّ العالم الذي يعيشون فيه قد بثّ فيهم أنفاسه السّامة المميتة. كما أنّ نفوسًا ملؤها الاندفاع والعطاء قد طغت عليها الظّلمة كما طغت على الكنيسة بأجمعها.
وأنت يا بنيَّ الحبيب، الذي يلتقي بإخوته الكهنة الذين فقدوا إيمانهم، تحسّس آلامي. إنّهم ما زالوا يبشّرون بالأباطيل، إنّهم عميان يقودون الآخرين إلى الظلمة.
شاطِرني آلامي يا بنيّ، خصوصًا في هذه الأمكنة الأخرى التي انتشرت فيها المادّة وعمّ فيها الإلحاد. من هنا بدأ عدوّي عمله، وهنا بالذات أردتُ اليوم أن أوحّد بالصلاة كهنتي ليكونوا علامة خلاص.
ليس لكم جميعًا أن تعرفوا تصميمي، إنّما عليكم أن تعلموا جيّدًا أن قد حضرت الساعة، التي فيها يتوجّب على الجميع تلبية دعوتي. عمّا قريب لن يبقى لكم متّسع من الوقت، لأنّ الزمن الذي حدّده الآب يكون قد تمّ”.
سيتمّ كل شيء
(5 تشرين الثاني 1977)عمّا قريب يتمّ كلّ شيء وفق ما أمر به الربّ. إنّ أمّكم تودّ أن تحتضنكم في قلبها لتَجعلكم قادرين على التحقيق الكامل لتصميم الله.
يبدو الآب من خلال هذا التصميم غفورًا ومنتصرًا، يرشد أبناءه الضالين، إلى الطريق التي تفضي بهم إليه، وإليه وحده هو الذي انتظر عودتهم طويلاً وبشوقٍ كبير.
ثمّ تُحِلّ رحمة الإبن الواسعة ومحبّته، فينقّي بِدمه هذا العالم الذي سبق وافتداه بموته على الصليب. ويفيض الآب والابن وروحهما القدوس على الكنيسة، وقد تـطـهّـرت بـالألـم، ناصعة النقاوة، ويشرق نورها على عالم جديد ومتجدّد.
إستعينوا بكلامي لتفهموا كلّ ما يدور حولكم، وضَعوا كلّ فترة تعيشونها في إطار هذا التصميم الربّاني العجيب. لا تكفّوا عن التأمّل بالظلمات الدامسة وبالخطيئة – وقد باتت قانونًا للبشر – وكذلك تأمّلوا أيضًا بالآلام والدينونة التي اختارها البشر لأنفسهم فسَاروا نحوها.
هذه هي الناحية المؤلمة لتصميم الخلاص، فلا تخافوا منها بل اسعوا جهدكم لتلجئوا إلى قلبي وتثقوا بي، وتستسلموا لمشيئة الله الذي ينير العالم بمجده العظيم. وأخيرًا فإنّي لأدعوكم لتحيوا معي بكلّ طواعيّة هذه الساعات المؤلمة الطويلة”.
(رسائل العذراء الى الأب ستيفانو غوبي، مؤسس الحركة الكهنوتية المريميّة، تُنشر بإذن السلطة الكنسيّة)