قلبي مرساة خلاص لشرورٍ كثيرة !
“أريد أن أُعرِبَ لكم اليوم عن امتناني الوالديّ لأجل تقبّلكم دعوتي للتكرّس لقلبي البريء من الدنس. إستمرّوا في التجاوب معي بكرمٍ كبير، ودعوني أقودكم إلى داخل الملجأ الأمين الذي بناه لكم حبّي الوالديّ. في هذه الأوقات، أنتم بحاجة في أن تستظلّوا وتُسرعوا إلى داخل ملجأ قلبي البريء من الدنس، لأنّ شرورًا خطيرة تخيّم عليكم.
قبل كلّ شيء، شرور من الدرجة الروحيّة التي بإمكانها الإساءة إلى الحياة الفائقة الطبيعة لنفوسكم. إنّ الخطيئة تنتشر مثل أسوأ وأضرّ الأوبئة، وتزرع المرض والموت في كثير من النفوس في كلّ مكان. إذا اعتدتم العيش في الخطيئة المميتة، فستموتون روحيًّا، وإذا بلغتم، وأنتم على هذه الحال، أجَلَ حياتكم، فإنّ الموت الأبديّ في جهنم ينتظركم. إنّ جهنّم موجودة وهي أبديّة، وكثيرون اليوم مهدّدون بالوقوع فيها، لأنّ العدوى المميتة لهذا المرض قد انتقلت إليهم.
هنالك أيضًا شرور من الدرجة الجسديّة، مثل العاهات والمصائب والحوادث، والجفاف والهزّات الأرضيّة، والأمراض المنتشرة التي لا تُشفى. أنظروا في كلّ ما يحصل على الصعيد الطبيعي إلى علامة مُنذرة. يجب أن تعاينوا في ذلك علامة من العدالة الإلهيّة التي لا يمكنها أن تترك ذنوبًا لا تُعدّ، تُقترف كلّ يوم، دون عقاب.
هنالك أيضًا شرور من الدرجة الاجتماعيّة مثل الانقسام والحقد، والجوع والفقر، والإستغلال والعبوديّة، والعنف والإرهاب والحرب.
لكي تحتَموا من كلّ هذه الشرور، أدعوكم في أن تختبئوا داخل قلبي البريء من الدنس، الملجأ الأمين. ولكن، إنّكم بحاجة، بشكلٍ خاص، في هذه الأوقات، في أن يُدافَع عنكم ضدّ الفخاخ الرهيبة لخصمي، الذي نجح في أن يُقيم مُلكه في العالم. إنّه المُلكُ الذي يُقاوم المسيح؛ إنّه مُلك المسيح الدجّال.
في هذا الجزء الأخير من هذا القرن، سيَبلغ مُلكُه إلى قمة قوّته، وسلطانه، وتضليله الكبير.
إنّ الساعة التي فيها سيظهر الرجل الجائر، تتهيّأ، إذ يريد اغتصاب مكان الله، ليُعبَد، هو نفسه، كإله.
تحت هذه البلية لهذا الامتحان الكبير، كيف يمكنكم ألاّ تتيهوا، وتفقدوا الشجاعة، وتبقوا أقوياء في الإيمان، أُمناء فقط ليسوع ولإنجيله؟
إنّ قلبي البريء من الدنس سيصبح دفاعكم القويّ جدًّا، والدرع الذي سيحميكم ضدّ كلّ هجمات خصمي.
أنتم اليوم بحاجة، بشكل خاص، في أن تتعزّوا، إلى مَنْ بإمكانكم أن تتوجّهوا في كلّ الأوقات المؤلمة التي تنتظركم، عندما يصل الجحود الكبير إلى ذروته، وتتوصّل البشريّة إلى قمّة نكران الله والتمرّد ضدّه، وإلى الظلم والتفرقة، والحقد والدمار، والخبث والدنس؟
داخل قلبي البريء من الدنس ستتعزّون ! إنّي أكرّر اليوم أيضًا إلى كلّ واحد منكم ما قلته في فاطيما إلى ابنتي لوسيا: إنّ قلبي البريء من الدنس سيكون لكِ ملجأ، والطريق الأكيدة التي تقودكِ إلى الله.
في هذا اليوم الذي تُكرّسه الكنيسة لتكريم قلبي البريء من الدنس تكريمًا خاصًّا، أرغب في أن يظهر مثل مرساة الخلاص للجميع”.
-رسالة 7 حزيران 1986- من “الكتاب الأزرق” – كتاب ممضيّ من الكنيسة ويُنشر بإذنها – رسائل العذراء الى الأب ستيفانو غوبي “مؤسس الحركة الكهنوتية المريمية”
تابعونا على الفيسبوك يوميًا:
قلب مريم المتألم الطاهر